تهنئة الأستاذة الدكتورة غادة محمد عبد الغفار بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية

26 Apr 2023
تهنئة

اليوم العالمي للملكية الفكرية يتيح فرصةً فريدةً للانضمام إلى الغير في كل أنحاء العالم للتفكير في الطريقة التي تساعد بها الملكية الفكرية المشهد الفني العالمي على الازدهار والطريقة التي تدعم بها الابتكار التكنولوجي الذي يدفع عجلة التقدم البشري. وفي عام 2000، حدَّدت الدول الأعضاء في الويبو يوم 26 أبريل – وهو اليوم الذي دخلت فيه اتفاقية الويبو حيز النفاذ في عام 1970 – يوماً عالمياً للملكية الفكرية بهدف تعزيز الفهم العام للملكية الفكرية والوعي العام بها.

لماذا الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية؟
يتيح اليوم العالمي للملكية الفكرية فرصةً لإبراز الدور الذي تؤديه حقوق الملكية الفكرية، مثل البراءات والعلامات التجارية والتصاميم الصناعية وحق المؤلف، في تشجيع الابتكار والإبداع.

وإن نظام الملكية الفكرية المتوازن يعترف بالمخترعين والمبدعين ويكافئهم على عملهم ويضمن استفادة المجتمع من إبداعهم وبراعتهم.

وتوفر حقوق الملكية الفكرية الوسائل التي تمكِّن الباحثين والمخترعين والشركات والمصممين والفنانين وغيرهم من ضمان الحماية القانونية لمنتجاتهم الابتكارية والإبداعية وضمان عائد مالي منها.

ولكن نظام الملكية الفكرية له قواعده. ويعني ذلك أنه لا يمكن لمصنف أن يكون مؤهلاً للحماية بموجب الملكية الفكرية إلا إذا استوفى بعض المعايير المنصوص عليها. فعلى سبيل المثال، لا تكون أغنية ما أو لا يكون فيلم ما منتجاً مؤهلاً للحماية بموجب حق المؤلف إلا إذا كان أصلياً. وبالمثل، يجب أن تحدث التكنولوجيا طفرة (أي تكون جديدة وغير بديهية ومفيدة) لتكون مؤهلةً للحماية بموجب براءة. وفضلاً عن ذلك، يلزم للمخترع، كي يحصل على براءة، أن يقدِّم للجمهور تفاصيل براءته حتى يتسنى للغير الاستناد إلى تلك التكنولوجيا.

وقد تبيَّن أن نظام الملكية الفكرية الفعال الذي يكفل التوازن بين مصالح المخترعين والمبدعين ومصالح المجتمع كافةً يُعد وسيلةً ناجعةً لتشجيع المخترعين والمبدعين على تكريس وقتهم وطاقتهم وبراعتهم في استنباط تكنولوجيات جديدة وأشكال جديدة من التعبير الإبداعي وهي أمور تسهم كلها في تحسين حياتنا وإثرائها.

وبتهيئة بيئة يزدهر فيها الابتكار والإبداع ويُكفل فيها التنوع والشمولية يمكن تحسين حظوظنا في التصدي لمعظم التحديات التي تواجه البشرية، وتدعيم التقدم البشري، وضمان مستوى أكبر من الصحة والسلامة والراحة في حياتنا.

ما موضوع اليوم العالمي للملكية الفكرية 2023؟
موضوع اليوم العالمي للملكية الفكرية 2023 هو "المرأة والملكية الفكرية: تسريع الابتكار والإبداع".

فإننا نحتفل في عام 2023 بإرادة ومواقف المخترعات والمبدعات ورائدات الأعمال في جميع أنحاء العالم وعملهن الرائد.

إذ تشكل النساء ما يقرب من نصف سكان العالم (49.58%) ويمثلن مجموعة ضخمة من المواهب التي لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير.

وتشكل النساء في جميع المناطق العالم بخيالهن وإبداعهن وعملهن الجاد، ولكنهن غالباً ما يواجهن تحديات كبيرة في الوصول إلى المعارف والمهارات والموارد وسُبل الدعم التي يحتجنها للازدهار.

وتساعد البحوث المعدّة بتكليف من الويبو على تحديد الحواجز المتعددة الأوجه التي قد تمنع النساء من الانتفاع بخدمات الملكية الفكرية. وتشمل الحواجز التي تواجه النساء نقص المعارف المتعلقة بالملكية الفكرية؛ وعدم إمكانية وصولهن إلى الشبكات والموجهين والرعاة ونماذج القدوة؛ والصعوبات المتعلقة بتأمين الموارد المالية؛ وأوجه التحيز السلبي؛ وتحملهن عبء مسؤوليات الرعاية داخل أسرهن.

وتعني تلك الحواجز أن عدداً قليلاً جداً من النساء يستفدن من نظام الملكية الفكرية.

وحسب بيانات الويبو الصادرة في مارس 2023، من المقدّر أن فقط 16.2 من المخترعين الواردة أسماؤهم في طلبات البراءات الدورية كانوا نساءً. وعلى الرغم من أن تلك النسبة ترتفع، فإن ذلك الارتفاع بطيء. وتقدِّر الويبو أنه، بالمعدل الحالي، لن يتحقق التكافؤ بين المخترعين المسجلين في الطلبات المودعة بناءً على معاهدة التعاون بشأن البراءات حتى عام 2064.

وإذ أصبح بناء القدرة على الصمود الاقتصادي من أجل التعافي أولوية قصوى، بات ربط النساء بنظام الملكية الفكرية لتسريع الابتكار والإبداع ونمو الأعمال أهم من أي وقت مضى. وهو أمر منطقي من الناحية الاقتصادية والإجراء الصحيح الذي يجب القيام به.

وبمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية 2023، دعونا نعمل معاً من أجل التشجيع على إقامة نظم إيكولوجية للملكية الفكرية أكثر شموليةً وتنوعاً تسرِّع الابتكار والإبداع ونمو الأعمال لفائدة الجميع.