نشأة الكلية
نظرا للتطور السريع والمتلاحق للعلوم الحديثة وتطبيقاتها فى الصناعة وازدياد الطلب على تحديث قدرات الافراد للنهوض بالصناعة والمجتمع داخل وخارج الجامعة . ونظرا لتداخل التخصصات والمجالات العلمية على بعضها البعض فانه اصبح من الضرورى ربط البحوث بالصناعة من خلال العلوم التكنولوجية المتقدمة . ونظرا لأن قطاع الدراسات العليا والبحوث بجامعة بنى سويف يركز فى مجال التدريب المتخصص على مجالات تطوير التعليم العالى والدراسات العليا والبحث العلمى وتتبنى جامعة بنى سويف سياسات ترمى الى دعم اعضاء هيئة التدريس والهيئه المعاونة الى جانب الباحثين بالمؤسسات والمراكز البحثية ويعتبر هذا التوجه تميزا نسبيا للمنافسة فى المجال التدريبى والذى يتنامى بشكل كبير على المستوى العربى والأفريقى .
لذا يتطلب هذا ان تستمر مراعاة البعد الأقليمى العربى والقارى الأفريقى فى ممارسه النشاطات التدريسية والدراسات العليا لرفع قدرات معاونى و أعضاء هيئة التدريس ودعم جهود البحث العلمى واررتقاء بها . وعلى هذا فاننا نقترح انشاء كليه الدراسات العليا لبحوث العلوم المتقدمة .
يعد الاهتمام بالتعليم العالي من أكثر المواضيع حيوية وإثارة على صعيد العلم والمعرفة، وأن عملية الاستثمار فيه من أبرز أنواع الاستثمار في رأس المال البشري. إذ أنه يقوم على تنمية الأفراد، والعمل على تطوير مستوى التعليم والتدريب والبحث العلمي، إذ كما يعرف أن المجتمع المصر ى مجتمعاً شابا ً، ومن خلالهم يسعى التعليم الجامعي إلى إبراز شخصياتهم وتحقيق تطلعات المجتمع من خلال إعداد الطاقات البشرية المتعلمة والمدربة.
والتعليم العالي، وبالأخص الالتحاق ببرامج الدراسات العليا، يعد من أكثر الاهتمامات الرائجة في الوقت الراهن.. ذلك لأهمية التعليم والاستمرار فيه، كمصدر قوة واستثمار على الأمد الطويل الذي لابد من تحقيق عائداته.
وأن للجامعات دورها الهام ومسؤوليتها العظيمة، تتمثل في دخول الفكر العربي ميادين البحث العميق، آخذاً طريقه نحو البروز والتميز والمشاركة الفعالة في التقدم البشري.
لذا فإن الجامعات تعمل على أن يظهر دورها الفعال في تحقيق وبلوغ الإبداع والتقدم العلمي، والقدرة على المنافسة ومجاراة الواقع في مجالات الفكر والعلم والمعرفة.
كما أن البحث في دوافع الالتحاق ببرامج الدراسات العليا، يؤدي إلى معرفة أثرها في مساعدة أصحاب القرار في تحديد الاتجاهات لدى المجتمع والتخصصات المرغوبة اجتماعياً، بالتالي يتم تطوير المساقات والبرامج المرغوبة لدى كل فئة اجتماعية، ومعرفة مدى تطابقها مع احتياجات التنمية المستدامة وحاجات سوق العمل.
لا يكاد يختلف اثنان على جوهر العلاقة القوية بين البحث العلمى بأشكاله ومستوياته المختلفة من جهة،وبين التنمية من جهة أخرى ، الأمر الذي جعل العديد من الكتاب والمختصين في مجال البحث العلمى والتنمية والاقتصاد، يتحدثون باهتمام حول أهمية دورالعلم والبحث العلمى في تطوير المجتمع وتنميته اقتصاديا وسياسيا وبشريا بل وروحيا وعاطفيا، كي يكون الإنسان في هذا المجتمع قادرا على التكيف مع بيئته ، والإسهام في حل مشاكله ومشاكل مجتمعه، بل وحتى المساهمة في حل مشكلات العالم الذي هو جزء منه، وكذلك المشاركة الفعالة في بناء الحضارة الإنسانية والمساهمة في تطويرها. كما تحدث البعض عن ضرورة ربط البحث العلمى بالتنمية، وتوثيق الصلة بين البحث والتأهيل المهني والتقني وسوق العمل، من منطلق الاستجابة لحاجات المجتمع الاقتصادية والثقافية والحضارية،كما تحدث البعض عن أهمية مساهمة العملية التعليمية في مسيرة المجتمع التنموية لدرجة اعتبار التعليم العالي وبعد الجامعى أحد المحركات الأساسية للتنمية المستدامة والشاملة.
و قد اهتمت بعض الدول الأوربية و الأفريقية بإنشاء بعض الكليات و المعاهد التى تهتم بالتعليم ما بعد الجامعى لكى تواكب التطور السريع وتلحق بركب الدول المتقدمة على سبيل المثال كلية الدراسات العليا التابعة للكلية الملكية للجراحين فى آيرلندا و كلية الدراسات العليا يانجلترا والسويد والمانيا وكذلك الكليه التابعة لجامعة كوفينانت بنيجريا و التى استطاعت أن تجعل ابحاثها ذات تصنيف جيد بين دول العالم. و فى مصر تم انشاء بعض المعاهد المتخصصة فى تدريس برامج ما بعد التعليم الجامعى مثل معهد البحوث والدراسات البيئية-جامعة عين شمس و معهد الدراسات العليا و البحوث-جامعة الأسكندرية و معهد الدراسات الإحصائية- جامعة القاهرة. و إيماناً من جامعة بنى سويف بضرورة مواكبة التطور السريع الذى يحدث فقد قامت الجامعة فى السنوات القليلة السابقة بالإهتمام بالعلوم الحديثة مثل علم النانو تكنولوجى و ذلك من خلال دعم وحدة علوم و تكنولوجيا النانو التابعة للجامعة و قد رأت إدارة الجامعة أن تستكمل هذه المسيرة الناجحة من خلال إنشاء كلية الدراسات العليا للعلوم المتقدمة و التى من المتوقع لها أن ترفع من شأن جامعة بنى سويف بين الجامعات العالمية.